أكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” في البرلمان اللبناني محمد رعد أن الهجمات الصهيونية الأخيرة –وخاصة استهداف الضاحية الجنوبية واستشهاد القيادي في حزب الله هيثم علي طباطبائي– تشكّل اعتداءً مباشراً على الدولة اللبنانية وشعبها، وتمثل خرقاً فاضحاً للهدنة الموقعة عام 2024.

وصف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان اللبناني، محمد رعد، الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على الأراضي اللبنانية بأنها “تصعيد عسكري خطير”، مؤكداً أن الهجمات لم تعد تستهدف حزب الله وحده، بل أصبحت اعتداءً مباشراً على الدولة اللبنانية وجيشها وشعبها.
وجاء تصريح رعد عقب الهجوم الصهيوني الذي طال الضاحية الجنوبية لبيروت وأدى إلى استشهاد القائد البارز في حزب الله هيثم علي طباطبائي (أبو علي.

وفي مقابلة إعلامية، شدد رعد على أن ما يقوم به الاحتلال يمثل خرقاً واضحاً للقانون الدولي ولاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، لافتاً إلى أن هذه الخروقات تتم تحت “مظلة سياسية أميركية كاملة”.

وقال إن الولايات المتحدة، بدل الضغط على الاحتلال لوقف الاعتداءات، تعمل على “توفير الحماية له” وتقديم مبادرات تهدف إلى “إضعاف موقع لبنان وفرض مسار تطبيع قسري”.

وأشار رعد إلى أن الوثيقة التي قدمها الموفد الأميركي إلى بيروت تتضمن –بحسب وصفه– مطالب خطيرة تدفع باتجاه تطبيع العلاقات مع الاحتلال، واصفاً ذلك بأنه “إملاء غير مقبول” يشبه محاولة فرض الاستسلام السياسي على لبنان.

وفي رده على الانتقادات المتعلقة بمعادلة الردع، أوضح رعد أن الدفاع عن لبنان “ليس مسألة سلاح فقط”، بل عملية متكاملة تقوم على الدولة والجيش والشعب والمقاومة، مؤكداً أن هذه المنظومة هي التي تحمي البلاد وتمنع الاحتلال من التمادي أكثر في عدوانه.

كما شدد على أن الاعتداءات الصهيونية ليست نتيجة ثغرات أمنية داخل لبنان، بل تأتي ضمن “استراتيجية ضغط ممنهجة” تستهدف البلد بأكمله.
وذكّر بأن تقارير أممية عديدة وثّقت انتهاكات الاحتلال في لبنان وفلسطين، بما فيها استهداف المدنيين والبنى التحتية واستخدام القوة المفرطة.

ورأى رعد أن أي حديث عن مفاوضات سياسية مع الاحتلال هو “وهم”، إذ لا يمكن التفاوض في ظل استمرار العدوان، مؤكداً أن السبيل الوحيد لفرض الهدوء هو إجبار الاحتلال على وقف هجماته والانسحاب من الأراضي اللبنانية.

وتحدث رعد أيضاً عن الوضع الداخلي اللبناني، مشيراً إلى أن التوترات الإقليمية تلقي بظلالها على الساحة المحلية وتستغلها بعض القوى الخارجية للضغط على لبنان.
وأكد ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها، لافتاً إلى أن تحالفات حزب الله، وفي مقدمتها مع حركة أمل، ما زالت ثابتة وفاعلة، وأن محاولات تقليص حضور الحزب السياسي باءت بالفشل.

وختم رعد بالتأكيد على أن لبنان قادر على الصمود إذا توحدت مؤسساته خلف مصالح الشعب، قائلاً إن “الرد على العدوان حق مشروع وضرورة وطنية ”.(İLKHA)